بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسوله الأمين..
الإخوة و الأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........
إن المتتبع للمنتديات في عالم النت وللمشاركين فيها
يجد تباينا واضحا بينهم من حيث وضوح الرؤية
حول الهدف من مشاركتهم في المنتديات ..
وحول وجودهم في المنتديات..!!
لذلك أحببت أن أضع ميزانا ننطلق منه سوية لما فيه الخير لنا جميعا ,,,,
أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا وإياكم بها :
مقدمة:
إن المسلم عندما يقوم بأي عمل فلا بد له من أن يضع نصب عينيه
مرضاة الله أولاً وأخيراً
ومن هنا نقول أن المسلم مسئول يوم القيامة عن :
وقته وعن علمه وعن ماله وعن شبابه ..
وكل ذلك يندرج تحته مشاركاتنا في المنتديات وكتابتنا أو ردودنا..!!
ففيه نبذل وقتنا وفيه نقدم علمنا وفيه نبذل مالنا وفيه نحيى شبابنا ..
فهل فكرنا في ذلك؟؟
وهل انتبهنا إليه؟؟
فإن عرفنا ذلك عرفنا ما المطلوب منا وعرفنا الإجابة النموذجية
التي يجب أن تكون !!
فمشاركتنا في أي منتدى ومنها هذا المنتدى المبارك ..
لا بد أن تكون ابتغاء لمرضاة الله
ولنصرف وقتنا وجهدنا ومالنا فيما يرضي الله ..
وليكون شبابنا مبذولا لخدمة دين الله..
كما أننا نقدم علمنا فيه لمن يحب ونسعى لنيل العلم والارتقاء بأنفسنا وسلوكنا
ونذكر في هذه الجوانب بأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"
وقوله :
" اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"
فإذا كان انتسابنا لمثل هذه المنتديات للتسلية المباحة
فهذا جائز فهو من باب التسلية المباحة ..
طالما ابتعدنا عما يغضب وجه الله ..
وان كان من باب العلم وزيادة العلم وتقديم العلم !!!
وان كان من باب تمضية الوقت بما ينفع فيا مرحبا بذلك !!
..
وإلى الجميع أقدم القواعد التالية لما قد ينفعنا في الدنيا والآخرة:
القواعد الذهبية للمشاركة في المنتديات:
القاعدة الأولى:
مرضاة الله والحرص على أن يقبل العمل "الإخلاص والصواب":
ومن هنا نقول أن المشاركة في أي منتدى ..
يجب أن تكون أولا من منطلق مرضاة الله..
وعليه فان كل أقوالنا و أفعالنا فيه يجب أن تكون ضمن مراقبة الله في نفوسنا
ولنعلم أننا مسئولون عن الصغيرة والكبيرة وحتى على الكلمة التي نقولها
فلا ننسى حديث رسول الله لمعاذ عندما سأله : أو إنا مؤاخذون بما نتكلم به ؟
قال عليه السلام : "ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم
ـ أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم"
وفي الحديث الآخر
" رُب كلمة تقولها لا تلقي لها بالاً تذبك في النار سبعين خريفا"
فعلينا أن نراعي ذلك كله في مشاركاتنا
وموضوعاتنا وردودنا لنسلم هذه القاعدة الأولى .
القاعدة الثانية:
أن نحرص على التعلم والتعليم :
فكل واحد منا مهما وصل علمه فلا بد له أن يتعلم
وكلنا نعلم تلك العبارة الجميلة
" يبقى العالم عالما ما قال علمت فقد جهل"
فان حرصنا الأول أن نتعلم وان نزيد في علمنا
فان العلم بحر إن أعطيته كلك أعطاك بعضه ..
وإن أعطيته بعضك حرمك !!
وذاك الشافعي عندما مر على راع فقال له :
أهلا بمعلمي . فاندهش الناس! فقال لهم :
لقد علمني كيف افرق بين أنثى الضبع وذكره فهو معلمي !!
انظروا إلى الحرص على العلم هذا من باب التعلم .
والباب الثاني فهو التعليم فان كان الله قد فتح عليك بشي من العلم
فلا يجوز لك أن تبخل به على غيرك فان زكاة العلم تعليمه
فكما أن للمال زكاة فهنا زكاة العلم وحتى لا تُحرم الأجر
حين تخفي ما منحك الله إياه من العلم.
القاعدة الثالثة :
احرص على متابعة ما ينفعك في دنياك وآخرتك :
عند وجودنا في المنتديات نجد الكثير مما يُطرح !!
فتجد بعضه ما يفيد والبعض الآخر وجوده كعدمه من حيث الفائدة !!
لذا لأنك مسئول عن وقتك فاحرص على متابعة ما ينفعك
في دنياك وآخرتك لتنال الخير العظيم في الدنيا والآخرة
فتزداد علما و تأخذ أجراً ..وإياك أن تصرف كل وقتك فيما لا طائلة منه
ومما هو لهو الحديث فلا تنتفع علما ولا تأخذ أجراً
هذا إن لم تأخذ وزرا وأنت لا تدري!!!!!!.
القاعدة الرابعة :
احرص على أن تكون نافعا لغيرك حيثما كنت في المنتدى:
وفي هذه القاعدة نذكر عدة أمور
فان الواحد منا يحرص أن يكون عمله مرضاة لربه ..
لذا فعليه أن يكون نافعا لغيره في أي شيء يقدمه ..
فان كتبت موضوعا فاحرص على أن يكون نافعا
وإن كتبت ردا فاحرص على أن يكون دافعا أو موجها أو شاكرا...
فاحرص على نفعك لغيرك ولا تهدر وقتك في غير فائدة ..
فانك مسئول عنه كما قررنا سابقا ...
وليكن ما يصبغك دائما هو نفعك لغيرك
فتنال محبة الله في علاه وتنال محبة خلقه في الدنيا.
القاعدة الخامسة :
حاول أن تكتب من أفكارك فذلك أنفع لك
ولا تبخل على غيرك بنقل ما قد يفيد مع عدم الإكثار من ذلك :
هذه القاعدة تُوجهنا إلى أن نبذل جهدنا لنزداد علما في أي مجال..
وفي كافة المجالات لنجني ثروة من العلم والمعرفة ..
تعيننا على أن نكتب من أفكارنا لأن ذلك سيكون أقرب إلى قلب
من يقرا [ فما كان من القلب وصل إلى القلب ]
[ وما كان من اللسان لم يتجاوز الآذان ]
فان قرأت أكثر استطعت أن تكتب أكثر !!
وفي كل مرة ستكتب سيتطور أسلوبك طرديا مع زيادة ثقافتك..
ولعل ابلغ تعبير للثقافة هو
( أن تعرف كل شيء عن شيء وان تعرف بعض الشيء عن كل شيء)
لكن لا يمنع ذلك من أن تنقل مفيدا قرأته او سمعته ولم تستطع أن تكتب مثله!!
فلا باس بذلك لكن دون إكثار منه لئلا يمنعك ذلك من الكتابة من أفكارك
لأنك قد تركن إلى النقل ويمنعك ذلك من تطوير نفسك وأسلوبك.
القاعدة السادسة :
احرص على انتقاء الألفاظ والعبارات فهي مفتاح القلوب:
عندما تكتب أو ترد على أحد فإنك كما أسلفنا نيتك أن ترضي ربك
وتنفع غيرك فكيف يكون ذلك إذا لم تنتقي أفضل الكلام
كما تنتقي أطايب الثمر؟؟!!
فان الكلمة هي سر مفتاح القلوب فاختر السهل اللين من القول
ولا تورد الثقيل الفاحش من الألفاظ فالسهل أقرب إلى القلب والنفس،
والصعب الفاحش ينفر الناس منك ويبعدهم عن القراءة لك
وبذا لا تتم الفائدة المرجوة.
القاعدة السابعة :
قراءتك لأفكار وموضوعات غيرك ولموضوعاتهم
وردك على ما تقرا هو رصيدك المعرفي الذي سيمنحك الثقة بنفسك
ويعطيك القدرة على مجاراة غيرك :
عندما تحرص على قراءة الموضوعات مهما كثرت وتنوعت
ومحاولتك الرد ولو بشيء بسيط فان كل هذا سيوجد عندك حصيلة
معرفية قيمة تدفعك لمجاراة من هم معك فلا تشعر بنقص عنهم
ولا انك دون مستواهم فكل واحد منا قادر على فعل ما لا يستطيع
غيره على فعله " كل ميسر لما خلق له"
فلا تستصغر نفسك فقد تستطيع فعل شيء لا يستطيع غيرك
مهما علا شأنه في العلم أن يفعله !!
فاحرص على القراءة والرد فذلك خير معين لك لتحصيل المعرفة.
القاعدة الثامنة :
لا تغتر بكثرة الزوار أو كثرة الردود
وليكن همك القبول من الله وإيصال الخير:
كثير منا من يحرص على وجود رواد كثر لموضوعه
أو ردود كثيرة وتوقيعات تسجل في الرد على موضوعه !!
ولكن هل هذا هو الهدف المنشود ؟؟؟؟
فكم من رد قد لا يضيف جديدا !!
وكم من زائر دخل إلى الموضوع فلم يقرأ سوى العنوان !!
وكم ؟؟؟ وكم ؟؟؟
المهم في ذلك كله أن نوصل الخير لغيرنا
وأن يكون هدفنا هو مرضاة الله وإيصال العلم لمن يريده ويستحقه
وان نؤدي الأمانة التي في أعناقنا ...
عندها لن يهمنا كثرة الزوار ولا الردود !!!
بل سيكون همنا ماذا غيَّر موضوعنا من سلوكيات
وأفكار غيرنا ؟؟ وهذا هو المهم .
القاعدة التاسعة :
حاول أن تقرأ واقع الأعضاء عند الكتابة لأي موضوع
لتكتب فيما يهمهم أو يؤثر فيهم :
عندما تفعل ذلك فانك ستعرف ماذا تكتب !!!
لأنك إن كتبت ما يلامس واقعهم وحاجاتهم...
فانك ستصل إلى هدفك الذي تريد ... وهو النفع لغيرك ..
وقبل ذلك ترضي ربك بأن تكون عاملا مؤثرا في أمتك
تعين على تغيير السلوكيات والأفكار لتكون في نصابها الصحيح
ويكون لك النفع في الدنيا والآخرة نفع لنفسك ونفع لغيرك
فلا تطرح لهم نافلة المعلومة أو "المعلومات الكمالية"
كما أحب أن اسميها!!!
بل اطرح لهم ما هم بحاجة إليه..
ويمكنك استقراء الواقع من خلال الموضوعات المطروحة من الأعضاء
عندها ستعرف مستواهم الفكري
ومستوى سلوكهم العام وستعرف اهتماماتهم وتوجهاتهم.
القاعدة العاشرة :
احرص على الدعاء فانه مفتاح كل خير:
وهنا الدعاء لنفسك عند الكتابة بان يفتح الله عليك
فتحقق مرادك من مرضاة الله والنفع لغيرك
ثانيا الدعاء لغيرك ممن أفادك أو أوصل لك خيرا
والدعاء بظهر الغيب لغيرك كما هو معلوم
هو دعاء لنفسك!!!
فان هناك ملك موكل بان يقول : ولك بمثل ما دعوت لأخيك!!
فهل تريد خيرا من ذلك ؟؟؟؟؟؟؟
ولنحرص على الدعاء في كل أمر
فان الدعاء كما اخبر عنه عليه الصلاة والسلام هو العبادة
" الدعاء هو العبادة" ..
وبعد أن وضعنا هذه القواعد العشرة .....
نسال الله أن ينفعنا وإياكم بها وان ينفع بكم
وان يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال
وان يجعل الله أعمالنا و أقوالنا خالصة له وحده
ولا تنسونا من صالح دعائكم..
بارك الله فيكم وأسعدكم سعادة الدارين ..
وجزا الله خيرا من وضع هذه الكلمات الطيبة
والله يجعلها في ميزان حسناته
ولنا معه أجمعين
اللهم آمين .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين